responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 357

الشهادة، أو دفع العار وحفظ الذمار، كما كانت تصنعه عرب الجاهلية وغيرهم ممّن لم تكن تبعثه على ذلك الديانة ولا تسوقه إليه الشريعة؟!

فهل يتأتّى ذلك من شي‌ء من هذه القوى الظاهرة أو الباطنة مع شدّة منافرتها له وفرارها عنه؟!

وهل هو إلّامن خواصّ تلك القوّة القدسية واللطيفة الإلهية؟!

ولكن كلّ ذاك منها حيث لا يكون القلب- والعياذ باللَّه- مقلوباً والهوى غالباً والعقل مغلوباً، وإلّا كان كملك عادل ظلمته رعاياه وسرت عن مقام طاعته جنوده وسراياه، فعاد في أيديها أسيراً وظلمت أنفسها حيث أظلمت، وهو في زاوية البيت يتوقّد نوراً، فلم تستضئ بمصباحه ولا استشرقت بصباحه.

بل العبارة التي هي أشدّ للواقع مطابقة وأحسن هنا موافقة هو: أن نقول:

إنّ ذاك الأمر الواحد المتّصل إن غلبت وظهرت عليه أحكام طرفه الأعلى تعالى وتقدّس كلّه وتكامل، وإن غلبت عليه أحكام طرفه الأسفل وخواصّه تناقص وتردّى وتسافل.

ولا يخفى عليك ما في هذا التعبير من اندفاع كثير من الإشكالات والمحاذير، فتدبّره واغتنمه من فضله (تعالى).

وبعد هذا كلّه، ما أظنّ أنّه قد بقيت عندك ريبة أو شبهة في أنّ للإنسان قوّة بها استحقّ صدق حقيقة الإنسانية والخروج عن البهيمية والحيوانية.

والسبيل إلى الحكم بها آثارُها وخواصّها.

ووظيفتها تمييز الحسن من القبيح والخير من الشرّ، والحثّ عليهما.

وإنّ العقل إذا لاحظ الأفعال بذاتها مع قطع النظر عن كلّ شي‌ء وجهةٍ سواها- سواء كان صدورها من ذيه أو من غيره- فلابدّ أن تكون إمّا ملائمة له،

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 357
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست