responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 320

كفاه من نفسه من أن يخطِئ في قول أو فعل أو رأي أو تدبير أو غير ذلك بما منحه من العصمة التي تقول بها الإمامية المبتنية على أُصولهم الصحيحة وبراهينهم التي هي بذلك صريحة[1]، وستمرّ عليك الإشارة إليها في محلّها إن شاء اللَّه.

ومراده عليه السلام بقوله: «فإنّي لست بفوق أن أُخطِئ» وكذا ما قبلها وما بعدها ممّا هو قريب منها: الاعتراف والإذعان بالبشرية ولوازمها، وأنّه يصحّ عليه جميع ما يصحّ على البشر، ويمكن عليه الخطأ والنسيان بالإمكان الذاتي من حيث إنّه إنسان وبشر، وطبيعة الإنسان بذاتها تقتضي تلك الأُمور.

فهو عليه السلام يريد المبالغة والتأكيد الشديد في إثبات أنّه إنسان وعبد للَّه‌ردّاً على من أدّعى الأُلوهية في حقّه وقضى بالربوبية في شأنه.

وحيث كانت هذه المقالة الردية من أبغض الأشياء إليه حسب ما هو فيه من المعرفة باللَّه والعبودية، فلذلك جدّ في البيان واجتهد وأكّد الحجّة وشدّد، فحقّق لذاته الطبيعة البشرية، وأثبت لنفسه لوازمها اعترافاً بالعجز والمخلوقية، وسجّل أنّ الخطأ والنسيان وغيرهما من النقائص له كغيره لازمة، إلّاأن يسدّده اللَّه ويعصمه.

والإمامية تقول: نعم، من شدّة عبوديته للَّه‌وطاعته له ومجاهدته في سبيله ومخالفته لهوى نفسه قد سدّده اللَّه وعصمه وأدّبه وعلّمه وكفاه من نفسه ما يحذر[2]؛ إذ النفس وهواها هو العدوّ الأكبر.

ولعلّ ما يروى عن النبي صلى الله عليه و آله قد تُلي عليك من قوله: «أعدى عدوّك نفسُك‌


[1] قارن: أوائل المقالات 134- 135، الذخيرة 429 و 430 و 432، الاقتصاد للطوسي 305، الياقوت 75- 76، أنوار الملكوت 204- 206، الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للتجريد 200.

[2] راجع المصادر المتقدّمة في الهامش السابق.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست