responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 319

ولست- بحمد اللَّه- كذلك، ولو كنت أُحبّ ذلك لتركته انحطاطاً للَّه (سبحانه) عن تناول ما هو أحقّ به من العظمة والكبرياء.

وربّما استحلى الناس الثناء بعد البلاء، فلا تثنوا عليّ بجميل ثناءٍ، لإخراجي نفسي إلى اللَّه وإليكم من التقيّة في حقوق لم أفرغ من أدائها وفرائض لابدّ من إمضائها.

فلا تكلّموني بما تُكلّم به الجبابرة، ولا تتحفّظوا منّي بما يُتحفّظ به عند أهل البادرة[1]، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالًا في حقٍّ قيل لي، ولا التماس إعظامٍ لنفسي، فإنّه من استثقل الحقّ أن يقال له والعدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما عليه أثقل.

فلا تكفّوا عن مقالة بحقٍّ، أو مشورة بعدل، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أُخطِئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلّاأن يكفي اللَّه من نفسي ما هو أملك به منّي، فإنّما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربٍّ لا ربّ غيره، يملك منّا ما لا نملك من أنفسنا، وأخرجنا مما كنّا فيه إلى ما أصلحنا عليه، فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى، وأعطانا البصيرة بعد العمى»[2] انتهى ما أردنا التشرّف والاستنارة بنقله من هذه الخطبة الشريفة.

[بعض الكلام في العصمة]

يقول الملتزم بحبل ولايته المعتصم بعصمته وإمامته: إنّ اللَّه (جلّ شأنه) قد


[1] البادرة: ما يبدر من الإنسان عند الحدّة والغضب.( معجم مقاييس اللغة 1: 209).

[2] نهج البلاغة 334- 335. ولكن وردت زيادة:( أن يقال) بعد كلمة:( أُحبّ) الثانية.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست