فليست
تصلح الرعيّة إلّابصلاح الولاة، ولا تصلح الولاة إلّاباستقامة الرعيّة.
فإذا
أدّت الرعيّة إلى الوالي حقّه، وأدّى الوالي إليها حقّها، عزّ الحقّ بينهم، وقامت
مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت على أذلالها[1]
السنن، فصلُح بذلك الزمان، وطُمع في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء.
إلى
أن قال (صلوات اللَّه عليه) في وصف نفسه ليكون قانوناً لولاة العدل من بعده:
«وإنّ
من أسخف حالات الولاة عند صالحي الناس أن يُضنّ بهم حبّ الفخر، ويُوضع أمرهم على
الكبر. وقد كرهت أن يكون جال في ظنّكم أنّي أُحبّ الإطراء واستماع الثناء.
[1] أذلال الطريق: جمع ذِل، وهو: مجرى الطريق ووسطه.
ويقال:( جرت الأُمور على أذلالها) أي: وجوهها.( تهذيب اللغة 14: 293).
[2] الدَغَل: الفساد. يقال: قد أدغل في الأمر، إذا
أدخل فيه ما يخالفه ويفسده.( صحاح اللغة 4: 1697).
[3] نهج البلاغة 332- 334. ولكن ورد:( فجعلها نظاماً)
بدل:( نظاماً)، و:( أو أجحف) بدل:( وأجحف).