responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 295

والتشبيه‌[1]؛ لما فيه من سدّ باب الحمد للَّه‌والثناء والمجد والبهاء.

وعليه، فجميع ما في الخطب والأدعية وسائر الاستعمالات من التحميد والتمجيد والمناجاة تكلّفات باردة أو مفردات بلا فائدة، وهذا ممّا لا يرتضيه عاقل لنفسه، إلّاأن يكون مغلوباً على عقله وحسّه!

وبالجملة: فهذا القول في الشناعة كالسابق، بل أشنع وإن تخيّل قائله أنّه إلى خلوص التوحيد أقرب ولشوائب الشرك أقطع، ولكنّك قد عرفت أنّ مفاسده وبليّته أفظع.

وأنت إذا عرفت الحقّ بفضل اللَّه ودريت فلا يضرّك من ضلّ إذا اهتديت، ولكن حفظاً لناموس شرف الإنسان ورغبةً في النصيحة والإحسان، يلزمك إذا عثرت بأحد أرباب هذين القولين أن تُقيلهما باللَّه العثرات وتريهما الحقّ رأي العين تالياً عليهما ما تلوناه عليك، فإن أصابا الحقّ به وبمثله فاحمد اللَّه على ذلك، فإنّه بمنّه وفضله، وإن وجدتهما مأسورين في سلاسل العصبية مسجونين في سجن الجهل والجاهلية فجادلهما بالرأفة والرعاية، واسأل لهما من اللَّه الهداية، واتلو عليهما عسى أن يخلصا من ذلك السجن ببركة هذه الآية، وقل لهما: «يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ* ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْماءً سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»[2]، فإنّها هي النهاية في هذا الباب والغاية في الدلالة على تعيين الحقّ والصواب.


[1] لاحظ الكافي 1: 88 وما بعدها.

[2] سورة يوسف 12: 39- 40.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست