الصفات وعدم
زيادتها على الذات، هو المذهب الصحيح والحقّ الصريح الوافي بتمام التقديس والتنزيه
المتجافي عن نقيصتي التعطيل والتشبيه، وأنّه هو الصراط المستقيم والقول المتوسّط
بين مقالتي المُفرِط والمُفرّط؛ إذ كما أنّ بعضاً قال بزيادة الصفات ووجوبها
وانفصالها عن الذات[1]- وقد عرفت
بما لا مزيد عليه فساده وأنّه ينجرّ إلى الكفر والإلحاد- فاعلم أنّ في مقابله
قولًا يضاهيه في وضوح الفساد:
وهو
مذهب من قال باتّحاد الصفات مع الذات مفهوماً وخارجاً، وأنّ قولنا: اللَّه (جلّت
عظمته) عالم قادر حيّ حكيم إلى آخرها، مترادفة مع الذات، كترادف بعضها مع بعض، فهي
بمنزلة قولك: اللَّه اللَّه[2].
وهذا
مخالف لضرورة الإدراك والوجدان، مضافاً إلى استلزامه التعطيل كالأوّل.
ولا
حجّة لهم في تلك الأخبار والخطب الشريفة، كقوله: «وكمال الإخلاص له نفي الصفات»؛
إذ هو بمقتضى التعليل بقوله عليه السلام: «لشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصفة...»
الخ، صريحٌ في أنّ المراد: نفيها باعتبار الزيادة المستلزم للحدوث، لا النفي
المطلق، كيف! وهو تعطيل للذات عن جميع الكمالات.
وقد
وردت عنهم عليهم السلام أخبار فوق حدّ الإحصاء في النهي عن التعطيل