responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 260

اللَّه عليك! ألا ما نظرت في يديك أو رجليك، ثمّ انسبهما إلى عينيك، فإنّك تجدهما في وهلة النظر وجذع الفكر ممّا لا ربط لأحديهما بالأُخرى، ولا توقّف لفائدة اليد على العين وإن عظمت قدراً؛ إذ العين فائدتها الإبصار، واليد فائدتها الأخذ والدفع والقبض والبسط، وليس بينهما علاقة جامعة، ولا بين وجود أحدهما وعدم الآخر ممانعة؛ إذ الأشلّ يبصر، والأعمى عن بسط اليد وقبضها لا يقصر.

ولكن إذا حقّقت ودقّقت وتعمّقت في الفكرة وأغرقت وجدت أنّ فائدة كلٍّ من الجوارح بدون أُختها وبال وحسرة ونكال.

واعتبر في ذلك حال من دخل صحيحاً سويّاً إلى بستان قد أثمرت أشجارها وأزهرت ثمارها، وحين هشّت نفسه وهمّ أن يتناول شيئاً منها شُلّت- ويا حرسك اللَّه- يداه، أو جُذمت- ويا أعاذك اللَّه- رجلاه، فعيناه تبصران، ويداه ورجلاه تقصران، أو عميت- ويا أجارك اللَّه- عيناه، ويداه مبسوطتان.

فهل تراه يجتني إلّاالحسرة أو يتزوّد إلّاالزفرة؟!

وقس على هذا من بدنك سائر الأجزاء وجميع الجوارح والأعضاء.

ثمّ اعتبر من حال هذا العالم الصغير حال العالم الكبير، ولطّف فكرتك، ورجّع نظرتك، وانظر في ارتباط أرضه بسمائه، ونباته بمائه، وحيوانه بإنسانه، وشمسه بقمره، وفلكه بملكه، إلى غير ذلك ممّا يختلّ باختلاله النظام ولا يتمّ إلّا به الصلاح العامّ.

[البرهان الصناعي على وحدة الصانع‌]

وحينئذٍ فإذا تفطّن المتدبّر وبلغت فكرة المفكّر إلى عجيب هذا الصنع‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست