responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 233

غالب الخيرية).

وخلاصة كلّ ذلك فيما أقول: إنّ الموجودات كلّها خير من جهتها الربوبية وإن كان بعضها شرّاً من جهتها البشرية. إذاً فأين الخلل، وأين الجناية من الألطاف المقدّسة والعناية؟!

وأختم لك هذه المباحث بكلمة واحدة هي من موادّ العلوم الإلهية وينابيعها، وهي: أنّ أثر كلّ شي‌ء لا يكون إلّامن سنخه، واللَّه (سبحانه) نور كلّه، ووجود كلّه وجود وخير كلّه، والخير لا يصدر أبداً منه إلّاالخير، والعدم شرٌّ كلّه، ومنه نشأت الشرور، والخلق والأمر كلّه للَّه، حتّى إنّ الخير والشرّ أيضاً من اللَّه، ولكن بمعنىً لا يخفى عليك إذا شاء اللَّه، فتدبّر رعاك اللَّه، واستعذ باللَّه من أضاليل المادّيين والملحدين، فإنّهم الشرّ، ومنهم وعليهم يعود الشرّ، واللَّه (سبحانه) يتولّانا وإيّاك- أيّها الناظر الكريم- بعنايته المنيعة التي لا ترام ولا تضام إن شاء اللَّه.

[الأمر الثالث: في البحث عن أصل الأديان‌]

الثالث: من الأُمور التي جعلناها نافلة وتعقيباً واستظهاراً ومزيداً لما سجّلناه من الدليل والبرهان على تلك الحقيقة الجلية الغنية بذاتها عن كلّ حجّة، وكلّ دليل عليها فهو دونها في الجلاء والوضوح والإنارة والسطوع: «سبحانك أيكون لغيرك من الوضوح ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك؟! متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟! ومتى بعدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟! عميت عين لا تراك ولا تزال عليها رقيباً، وخسرت صفقة عبد لم‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست