responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 226

وهل إلّاخروجها عن جادّة الصراط المستقيم الذي وضعته العناية الإلهية لتكميلها وتربيتها وحفظ شرف جوهرها؟!

وما الغاية والغرض الوحيد من وضع الأديان ونواميس الشرائع وبعثة الأطبّاء الروحانيّين وصحف الوحي سوى معالجة هذه النفوس وحفظ صحّتها والسير بها على الاعتدال والاستقامة حتّى يصير هذا الكائن الحي إنساناً بحقيقة الإنسانية.

وبالأحرى ليس الغرض سوى قلع جراثيم الفساد وإبادة جذور الشرور من الأرض.

وخلاصة القول هنا: إنّ العناية الحكيمة لمّا شاءت- بدافع الجود والسخاء الذاتي- أن تمنح هذا الخلق الإنساني أشرف جوهر يمكن فيه ويستعدّ له، وهو حرّية الإرادة وجوهر الاختيار، فجعل في كيان طباعه ولازم ذاته غريزة مبدأين: مبدأ ميل إلى الخير بجوهر عقله، وآخر إلى الشرّ بجوهر نفسه وطبيعته.

والتجاذب بين هذين المبدأين على صفة دائمة حتّى يمتلك أحدهما الآخر ويكون مسخّراً له، فيتمحّض للخير أو الشرّ، أو يتردّى ما بينهما.

ولو أنّ العناية جعلت الإنسان مجبوراً على الخير ليس إلّالكانت دفعته عن التمتّع بأشرف نعم الوجود، ولباء من ذلك إلى شرّ مباءة، فلم يبق له استحقاق محمدة على إحسان ولا مذمّة على إساءة، ولتساوت الأفراد مع اختلافها في الاستعداد، فلا يمتاز الخبيث من الطيّب ولا الجيّد من الردي‌ء.

وهذا بخس في الكيل، ونقص في الموازنة، وإبطال للحكمة، وتطفيف في ميزان العدل.

فالعناية ما صنعت في ذلك إلّاجميلًا وما فعلت إلّاخيراً، وإنّما الشرّ من‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست