responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 218

وخيالات وهمية، يريدون أن يقتلعوا بها أهوام تلك الأُسس التي يزول الأبد ولا تزول ويبيد الدهر ولا تبيد، وهيهات، صدع الصبح فحمة الدجى، وهتكت الشمس أستار الظلام.

وكلّما ضربنا الفكر في مزخرفات أقوالهم ومخرفة آرائهم لم نجد فيها ما يمكن أن يلصق به اسم الدليل والحجّة أو ما يوسم به سمة الإقناع والخطابة، بل وبالأحرى ليس فيها ما يمكن أن يعوّل عليه العقل أو يكون- على الأقل- سبب حيرة له أو موضع صغو إليه.

كلّا، بل جاؤونا بالقحّة والصلف وصلابة الوجه وبذاءة اللسان!

يحسب الملحد (شميّل) وأُخوانه أنّه إذا نمّق ألفاظه وزخرف أقواله وسوّد صفحات قراطيسه أو وجهه بسبّ الآلهة والاستهزاء بها، حتّى جرح القلوب وخدش العواطف وأهاج لوعة ملايين من البشر، يحسب أنّه- عند ذلك- قد صار فيلسوفاً وعُدّ حكيماً، وأنّ مجاهرته تلك بتنديد عامّة الأديان والهزء بها ما هي إلّاشجاعة أدبية منه.

وهكذا يحسب جراميزه وجراميقه‌[1] الذين أعشتهم زبرجة عباراته وقادهم حبّ الشهوات إلى اتّباعه، حيث حبّذ لهم اتّباع الشهوات وطرح نير الدين عن أعناقهم، فصاروا يرونه ممّن يجاهر برأيه، ويحسبون تلك فضيلة ويعدّونه شجاعاً أدبياً، ويسمّونه (معاذ اللَّه): حكيماً فيلسوفاً!

عميت عين الأدب وسال ماؤها إن كان هذا هو الأدب، وغارت ينابيع‌


[1] جراميز الرجل: أعضاؤه.( لسان العرب 2: 261).

والجرموق: ما يُلبس فوق الخفّ.( المصباح المنير 97).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست