responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 217

والمُدرَك- حتّى فيما هو المحسوس بالحواسّ الظاهرة من الألوان والطعوم والأشكال والأصوات وغيرها- ما هو إلّاالنفس، كما رمز إلى ذلك أساطين الحكمة وكبراء العلم والمعرفة والواصلون إلى مراتب النهايات البشرية[1].

وقلّ من اهتدى إلى هذا الرمز أو تعمّق في غوره، وسنشير إليه في مواضع من دعوتنا هذه.

ولعلّك يكبر في نفسك هذا القول، وتعظم عندك هذه الدعوى.

وحقّاً لك ذلك، وأنت تحسب أنّك لا تسمع ولا ترى حفافيك وحواليك سوى المادّة، وزاد على ذلك أنّ المادّيين قد أشربوا ذهنك أن لا وجود لغيرها وأنّ كلّ شي‌ء خلافها فهو وهم باطل.

ولكن أمهلني رويداً ريثما نبلغ إلى الميعاد بيني وبينك من مباحث المعاد إن شاء اللَّه، فعسى يتطامن هناك تعاظمك ويسلس جماحك وتلين شدّتك، فانتظر ذلك، وما ثقتي واعتمادي إلّاعلى من منه مبدأي وإليه معادي.

[الأمر الثاني: في شبهة وقوع الشرور في العالم، والجواب عنها]

الثاني: أنّ تلك الطينة السوداء وأُلعوبة شياطين الأهواء التي سفهت أحلامها وخسرت عقولها وأنكرت صانعها قد عرفت أنّ مزاعمها تلك هوسات خالية ووساوس فارغة، ما تفيّأت ظلّ حجّة، ولا آوت إلى شبح برهان، وما سلكت مسلكاً علميّاً حتّى يهون على أهل العلم الجولان معهم في رهان البحث ومجالدة الجدال، سوى أنّهم باهتوا تلك الحقائق الجلية الراهنة بدعاوى ظنّية


[1] راجع على سبيل المثال الحكمة المتعالية 8: 55 و 67 و 221.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست