responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 219

الحكمة إن كانت تلك هي الحكمة والفلسفة!

والغرض أن ليس في زخرف تلك الأباطيل ما يستحقّ أن يطلق عليه اسم الحجّة أو الدليل حتّى نصرف إليه العناية أو نستوقف عليه البحث والنظر.

نعم، إنّ عويصة وقوع الشرور في العالم قد ينقدح منها شرر الشكّ في أنفس الضعفاء والقاصرين من الموحّدين، أو يفزع إلى التشبّث في الاستناد إليها بعض الملحدين، فيتوهّم واهم أو يزعم زاعم أنّ تلك الشرور تنبئ عن عدم مدبّر حكيم للعالم، وأنّ الأمر في الكون على فوضى الطبيعة وصدف المادّة..

فإنّ من يسبر أحوال الأُمم الغابرة والحاضرة، بل من يرنو إليهم بمُوق عينه، يجدهم بصفة دائمة ينصبّ عليهم من مارج المصائب والنكبات والمظالم والتعدّيات والشرور والآثام وسفك الدماء وهتك الأعراض لأجل طفيف من الغايات والأغراض ما يودّ الإنسان- من هول تلك المناظر الفظيعة والتصوّرات الهائلة- أن ليت العالم لا كان ولم يكن!

فأيّ عناية في هذا العالم الذي كلّما توسّع أهلوه في ما يسمّونه: (بالمدنية) ازدادوا في العِداء والهمجية حتّى‌ على النفوس البرية من أبناء جنسهم؟!

وبالجملة: فشرور هذا الكون وشقاؤه وما فيه أهلوه من البلاء الواقع منهم عليهم، فضلًا عمّا ينزل بهم من غيرهم من الأوجاع والأسقام والمحن والفقر وضروب الرزايا، كلّ ذلك ممّا يبعث الحيرة ويقضي بالعجب، ويكاد المتفكّر في هذه العويصة المظلمة أن يخرج من إهابه، ويستيقن أنّ الأمر على حال من الفوضى وعدم التدبير لا يمكن أن تصفها يراعة البليغ ولا آلة التصوير، فإن كان الإله الذي يدين به الملايين من الملّيين يعلم ويرى ما فيه العالم من ذلك الهرج والمرج وما ارتطم عليه من الشرور والبليّات، فإمّا أن يكون غير قادر على‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 219
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست