ونهض
خلف لهم في هذه العصور حاول إثبات المجرّدات الروحية على سبيل الإلزام من طريق
(الماينتيزم)، و (الإبنوتزم): التنويم المغناطي، و (الإسبرتزم): استحضار الأرواح،
ونظائر ذلك[2].
والفلاسفة
الإلهيّون قديماً وحديثاً كلٌّ سلك إلى إثبات الواجب الصانع مسلكاً، وكلّ طائفة
نهجت له طريقاً وأخذت إليه سبيلًا.
وكلّ
هاتيك الطرق وإن اختلفت مشاربها ومشارعها، ولكنّها تؤدّي إلى غاية واحدة وتنتهي
إلى منهل واحد وإن اختلفت في القرب والبعد والظهور والخفاء، ولكن لكلٍّ وجهة صحيحة
وطريقة موصلة، و (الطرق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق).
فبعض
سلك من الطبيعيّات، وبعض من الرياضيّات، وآخرون من إثبات المجرّدات، وطائفة من
سبيل الحركة والمتحرّكات، وهلمّ جرّاً!
وليس
تعدّد هذه الطرق والمسالك إلّالشدّة جلاء الأمر ووضوحه، بحيث من أيّ طريق سلكت
وصلت إليه، ومن أين ما تدلّيت وقعت عليه، وفي كلّ موجود سبيل إليه ودليل عليه،
(وفي كلّ شيء له آية)[3].
بل
القول الذي ما عليه من مزيد: إنّه أقرب إلى المرء من حبل الوريد.
أمّا
طريقتنا التي تقدّمت في إثبات الواجب (جلّ شأنه) فهي سوى تلك الطرق كلّها، فإنّنا
نرى أنّ الواجب (بهرت عظمته) أجلّ وأجلى من أن يُستدلّ