حقيقة لها،
بل اخترعته المتخيّلة اضطراراً كسائر الموهومات، فعبدتها الناس واتّخذتها آلهة،
ولكنّها- بتقدّم العلم- سوف تزول شيئا فشيئاً.
هذه
فلسفتهم وذاك علمهم.
عفاً
على العلم والفلسفة إن كان هذا سبيلها وتلك نتائجها!
والغرض
أنّ الاعتقاد بالروح المجرّدة متاخم ومتآخ مع الاعتقاد بالإله نفياً وإثباتاً
وسلباً وإيجاباً.
واللَّه
(جلّت عظمته) أنبأ عن ذلك في صادع وحيه ومعجز فرقانه، حيث حكى عن أهل الفسوق
والخطايا ومجترحي السيّئات بقوله: «نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ
أَنْفُسَهُمْ»[1].
والمادّيون
بهذا النسق، ولذلك السبب جحدوا اللَّه، فجحدوا أنفسهم.
وعن
طرد هذه الجملة أنبأ خاتم النبوّة في جوامع كلمه، حيث يقول (صلوات اللَّه عليه):
«من عرف نفسه عرف ربّه»[2]، «اعرف
نفسك- يا إنسان- تعرف ربّك»[3].
والاعتراف
بوجود مجرّد حادث بالضرورة يضطرّ إلى الإذعان بوجود مجرّد قديم، والبرهنة عليه
جليّة.
ولكن
الشأن كلّه في وضع المقدّم، أعني: ثبوت النفس المجرّدة.
ومن
هنا سلك جمع من الإلهيّين إلى إثبات القوّة المدبّرة للعالم المجرّدة