السكوت
جواباً، لضاقوا فكراً وقصروا يداً، ولوجدوا التعلّق بحبال الشمس أقرب إليهم أمداً!
برهنةً
تجسّم لك الحقيقة، حتّى كأنّك تمسّها بكفّك، وترمقها بطرفك، وتتجلّى لك من ستّ
جهاتك وعشر حواسّك.
على
أنّها من البساطة والسهولة بحيث ينالها من أمم[1]
الأُمّي فضلًا عن الإمام، والعامّي فضلًا عن العالم.
أنا
لا أُريد أن أتمسّك بأذيال (الإسبرتزم) وأتشبّث بأسلاك أوهام (الأُنبوتزم) و
(المانيتزم)[2].
وسواء
كانت هذه المزاعم حقيقة أو وهماً باطلًا أم حقّاً، فإنّ الأمر أجلى من أن يستدلّ
عليه بهذه الملتويات المعقّدة والظلمات المشتبهة، والحقيقة أجلّ من أن يستدلّ
عليها بالباطل أو الأُمور المجهولة الحقيقة: «أَ وَ
لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»[3].
ولكنّي
أقول: يا ذا المبدأ ويا أخا اليقين ويا صاحب الدين، إذا قذفتك أعاصير الدهر وزوابع
الحدثان بأحد أُولئك الطغمة من صور البشر والجُفاء من أشكال الأنام، لا واستغفر
اللَّه، بل أحد إخوان الخنازير وأبناء القردة
[2] الإسبرتزم: علم استحضار أرواح الموتى، والأنبوتزم
والمانيتزم: النوم الصناعي الحاصل للإنسان بإدمان النظر مدّة طويلة على شيء
مضيء، أو بانعدام الفكرة في موضوع واحد. ويسمّى: بالتنويم المغناطيسي. ولمعرفة
المزيد عمّا تقدّم راجع دائرة معارف القرن العشرين 1: 34، 245- 252 و 16: 433 و
19: 410- 42.