responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 187

فبماذا تمتاز السفسطة عن العلوم الحقّة؟! ولولا الوجدان لوقفت حركة العلوم وتلاشت ملكات البحث والنظر.

وما ذكرناه هو السرّ في ما شاع من أنّ البديهيات لا يستدلّ عليها، وأنّها كاسبة لا مكتسبة، وطالبها بالدليل يكون كمن يطلب الشمس بالشمع والرؤية بالسمع.

وبعد هذا كلّه فاعرف حال من ينكر الوجدانيات والفطريات، وانظر مقامه من العلم والفلسفة، واستعذ باللَّه!

[الرابع: أكبر ناموس في حفظ نظام العالم هو الدين‌]

4- إنّ الدين- أعني: الخضوع لقوّة مدبّرة للعالم أزلية مدركة حكيمة عادلة- فضلًا عن كونه من أوّل الفطريات وأجلى الوجدانيات والبديهيات- كما سيتّضح- فإنّه أعظم وأكبر ناموسٍ في حفظ نظام العالم وأنفذ وازع ورادع للنفوس عن حرصها وجشعها إلى حبّ التغلّب والتفوّق واستيفاء الحظوظ من الشهوات الحيوانية والقوى الغضبية والطمّ والرمّ والاستكثار من الحطام الجمّ.

ويستحيل بدون الدين قمع هذه الشرور وقلع هذه البذور من نفوس البشر عامّة وخاصّة، إلّابرهبة الدين وتسليط سيطرته عليها؛ إذ أعظم مصلح يقوم في العالم وأكبر مدبّر ينهض لخدمة المجتمع البشري لا يكون- لولا الدين- إلّاأكبر أهوج خائر مضيّع لحقوق شهواته من غير فائدة تعود إليه ولا عائدة ترجع بالعوض عليه؛ إذ ما الغاية في تحمّل ذلك العناء ورفض تلك اللذائذ والصبر على شظف‌[1] العيش والرزوح تحت أغلال البلاء مع علمه بأنّه سيفنى ويذهب‌


[1] الشظف: الضيق والشدّة.( القاموس المحيط 3: 163- 164).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 187
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست