حرمة أعظم
نواميسنا، ووقذوا أكبادنا بجمرات جهلاتهم، وجرحوا قلوبنا بمواسي هوساتهم، أن لا
نشفي غيظنا ولا ننتصر لأدياننا منهم إلّابإقامة الحجج والبراهين وبثّ روح الدين في
هياكل هذا الكون وإحساسات كلّ موجود، ونستمدّ ونستعين بروحانية أدياننا على تمزيق
سدف[1] هاتيك
الغياهب[2] وتقشيع
تلك الجهامات والجهالات.
[تمهيد أُمور لإثبات الصانع ودحض أباطيل الملاحدة]
وللتوضيح
والتنقيح أبدأ- قبل ذلك- [ب] أُمور:
[الأوّل: في أصل الإنسان]
1-
إنّي لست معك في هذه الدعوة كباحث طبيعي، ولا ناظر وإيّاك في أمر مادّي، ولا خائض
في شيءٍ من فنون الطبيعيات من الفسولوجيا، أو البيولوجيا، أو الجيولوجيا[3]،
أو الكيمياويات، أو الميكانيكيات، أو غير ذلك من أمثالها.
كما
أنّي غير واقف معك في صفّ النظر في الخلق الفجائي، أو الانتخاب الطبيعي، أو أنّ
بدء نوع البشر كان من بذور تناثرت من هذه الكرات السماوية، فنبتت على سطح الكرة
الأرضية حتّى نمت وأثمرت هذا الثمر المرّ وأينعت بهذا الينع الفاسد، أو أنّ نَشء
العالم كلّه جماده وحيّه كان من بخار الفضاء ومن نتيجة