إذا
أنكروا أنفسهم بحجّة أنّهم لا يرونها والعلم هو المحسوس، فحقّاً لو أنكروا خالقهم!
ألستَ
تذكر ما لهج به زعماء الأديان من قولهم: «من عرف نفسه فقد عرف ربّه»[2]،
«اعرف نفسك- يا إنسان- تعرف ربّك»[3]، وبالعكس
من جهل نفسه فأحر به أن يجهل ربّه؟!
وهذه
القضية متبادلة في المبدأ والغاية والسبب والمسبّب متعاكسة (ردّ الفعل): (نسوا
أنفسهم، فنسوا اللَّه)، و: «نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ
أَنْفُسَهُمْ»[4].
مغزى
ذلك أنّ الإنسان إمّا أن يعرف نفسه ويبحث بعض البحث والنظر فيها، ومنها يتوصّل إلى
معرفة ربّه، أو يعرف ربّه ويبحث في عظمة ملكوته، ومنه يتوصّل إلى معرفة نفسه.
فهما
في النهاية متلازمان في الجهل والعرفان، فإذا عرف أحدهما عرف الآخر، وبالعكس لا
ينفكّ أحدهما عن صاحبه.
وترتّب
أحد المتلازمين على الثاني سنّة سارية وضرورة جارية في النواميس، فلا موضع للعجب.
نعم، وصيتي إلى نفسي وإلى أبناء جلدتي وجنسي من كافّة أهل الأديان أن لا نشفي
غيظنا من هؤلاء الذين خدشوا عواطفنا، وهتكوا بالجرأة والجهل