responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 169

(لقد مُحي رسم الأُلوهية تجاه أعيننا (عميت عيناه!)، وانقشعت سحبه من سماء تصوّراتنا، وقد وضح لنا أنّ الإنسان أوجد الآلهة، وأنّه هو الذي يلاشيها، وتجلّى لنا وجه أبينا من وراء حجب القدم ينظر إلينا بعينين تتوقّدان بنيران الشبيبة الأزلية قائلًا: قبل اللَّه كنت!)[1].

إلى كثير من أمثال هذه الجراءات الفظيعة والبذاءات الشنيعة والمباهتات التي هي ضدّ كلّ أدب وخرق كلّ ناموس، التي يهون عندي أن يجري دونها دمي قبل أن يجري بها قلمي!

ولكن أنت- أيّها المحبّ للدين وحبيبه الذي هو أحبّ لديك من كلّ محبوب وأنفس من كلّ مرغوب الذي لعلّك تتفاداه بنفسك وتضحّي في قربانه دماء أعزّتك وأفلاذ كبدك- لا يسوؤنّك ما تسمع وترى من تحامل هؤلاء على دينك العزيز وربّك الحبيب الذي تجد أنّك لا تجد الخير والسعادة إلّابه والتفاني على حبّه والتزلّف إلى قربه.

كلّا، لا يسوؤنّك ذلك جازعاً كنت أم صبوراً:

فأعظم الناس منذ كانوا

ما قدروا اللَّه حقّ قدره‌

لا يسوؤنّك ذلك، بل ليكن باعثاً لك على شدّة التمسّك وصحّة الاعتقاد وقوّة اليقين، واجعل ذلك من آيات صدقه وبرهانات ثبوته. فإذا كان هؤلاء قد أنكروا نفوسهم وجحدوا وجداناتهم، فكيف لا تكون المعقولات والمجرّدات منهم بحيث النجم من يد المتناول، وكيف لا يعدّونه من الوهم الباطل، والمرء-


[1] هذا هو قول( بخنر) الألماني في مقالته الأُولى‌ من شرح مذهب( دارون)، كما سيأتي التصريح من المصنّف رحمه الله بذلك عمّا قريب.

ولاحظ مبادئ الفلسفة 164.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست