responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 142

مرادهم غير ذلك تمهّلنا ريثما ننظر فيه.

نعم، إنّ القوم سلكوا إليه من طريق وجوب شكر المنعم‌[1].

[الاستدلال على وجوب المعرفة بوجوب شكر المنعم، والأخبار الدالّة على عدم الوجوب للمعرفة، وطريق الجمع مع الدليل العقلي‌]

ونحن يتسنّى لنا تقرير دليلهم هذا على وجه يليق بالخاصّة، ولا يعسر تفهّمه على العامّة.

وتقريبه- على توضيح وتنقيح-: أنّ كلّ مدرك شاعر- ولا أخصّ الإنسان إلّا لكونه محلّ البحث وإليه النظر- إذا التفت إلى نفسه يرى عليه من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يحصى، ثمّ بأدنى‌ التفات يعلم أنّ لها موجداً وسبباً، وليس هو نفسه ولا من يشاكله من الناس ضرورة، ثمّ لكون النفس مجبولة على تعرّف ما تجهل- لأنّها قد كانت في أصل فطرتها وأوّل مبادئها من الجواهر العلّامة- لا محالة تبقى أفكاره جائلة في طلب معرفة ذلك المنعم، ثمّ من تطرّق الاحتمالات وجولان الأفكار ينقدح في ذهنه- ولو تجويزاً- أنّ من المحتمل الممكن أن يكون مع بقائه على جهله بمن أنعم عليه تلك النعم يسلبها عنه، وذلك أعظم ضرر عليه، بل لا ضرر أعظم منه؛ إذ إحدى تلك النعم وجوده، ولا شي‌ء أضرّ على الموجود من عدم نفسه وذهاب ذاته.


[1] انظر: غنية النزوع 2: 20، نهج الحقّ 51، شرح الباب الحادي عشر 3، اللوامع الإلهية 85، مفتاح الباب الحادي عشر 74.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 142
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست