responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 111

أمّا حيث تسوق العناية- كما هو الغالب- زمرة لهذا وطائفة لذاك على نواميسها في كافّة الصنائع وسائر الحاجيات التي يتوقّف عليها نظام المدنية وقوام كلّ هيئة اجتماعية متوازنة في التبادل والتكافؤ بميزان العدل والحكمة التي يتمّ بها بقاء الأكوان وحفظ الكيان وسلامة سلسلة الأنواع في معركة الوجود، فإذا يسّرت الأسباب والمعدّات لكلٍّ نصيبه من ذينك العاملين، فاللازم أن يقوم كلٌّ بوظيفته على آخر وسعه ومجهوده وأبعد نصحه لوطنه وأُمّته وحفظ كيان ملّته ودولته؛ سعياً وراء الغاية التي أنبتته العناية من أجلها وأنشأته لتحصيلها، وأودعت ذلك في فطرته وركّزته في غريزته، وما هي إلّانيل السعادة والشرف الذي هو منتهى منازع الزعماء وذوي الهمم.

ذاك حيث يكون قد انتشل نفسه من حمأة الحيوانية إلى نشأة الإنسانية، وصار يعيش بما هو إنسان كريم، لا بما هو حيوان بهيم. وإلّا فليس الكلام معه ولا إليه يساق الحديث.

[السانحة الثانية]

2- ما هو الشرف والسعادة التي يكدح اللبيب في السعي إليها، وما هي الغاية التي يجهد في الوقوف عليها التي من أجلها كان وفي سبيلها وجد؟

إنّي وإن منحتني الألطاف المستجنّة بادِئ بدئها شرف الأُسرة وكرم الآباء والأجداد الذين سبقت لهم المساعي المشكورة في الوسط الذي نبغوا فيه والتربة التي نبتوا منها وعادوا إليها مجداً متواصلًا وسلسلة مآثر متكانفة، يعرف ذلك لهم كلّ أهل حاضرتهم وأكثر الحواضر الإسلامية، ولكن لا أحسّ أنّ في ذلك شيئاً من الشرف ولا حظّاً من السعادة.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست