responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 110

أمّا العلم والعمل فهما فرض في نواميس الحياة وأُصول تنازع البقاء على كلّ فرد من البشر في كلا شعبتيه وكلّ شعوبه وإن اختلفت العلوم وتنوّعت الأعمال. ولكن لا ندحة[1] لذي صحّة عن عمل ما يبتني على علمه اللازم له اللائق به، وإلّا فالعمل بلا علم كالبناء على غير أساس، أخلق به وشيكاً أن ينهدم على صاحبه ويقضي على ظمأ حياته.

والعلم بلا عمل كالأساس ولا بناء، لا يزال صاحبه ضاحياً في وهج الشمس عرضة للصروف، لا يعتم أن تمزّقه نفحات الزمهرير ولفحات الهجير من عواصف هذا الكون، تمزّقه مجاذبة الحدثان بالإهمال ولو أظلّته أدفّة القصور أو انضمّت عليه أجنحة النسور.

فالعلم والعمل هما المعينان، بل العينان واليدان للرجل والرجلان، هما الأداة لكلّ ساعٍ إلى سبل الغايات الحيوية، بل السعادة الأبدية، فرداً أو أُسرة، جماعة أو وحداناً.

أمّا السيف والقلم فهما مواضع الميزة ومنازل التفرقة، يتكافئان على سنن التبادل والمعادلة، لا يلزمان على كلّ أحد ولا على كلّ حال.

وإنّما هما آلة الملك، وأدوات القوّة، وسياج الملّة، وإطار الدعوة، ومعدّات الرقي، وموطّدات العزّ، ورواصد كيان الشرف. فللسيف رجال وللأقلام أقوام. وإن قبض شهم على كليهما وقام بحقّهما- ونادراً ما يكون- فمرحباً ومرحى.


[1] الندحة: السعة والفسحة.( المصباح المنير 597).

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست