responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 112

بيد أنّي أحيف على المرء أن يتلمّظ فوه بذلك، فضلًا عن اتّكال النفس إليه واعتمادها عليه.

قد تجلّى اليوم مستنيراً لكلّ متنبّه أو نبيه أنّ الحي إذا افتخر بشرف ميّت فالميّت هو الحيّ والحيّ هو الميّت، وأنّ:

أشرف الأقوام أُمّاً وأباً

من عاف أن يسمو بأُمٍّ وبأب‌

وأنّ خسّة الأبوين زيادة في شرف الشريف بنفسه، وشرفهما- إذا كان خسيساً- زيادة في خسّته.

كلّا، ما الشرف بالمال، ولا بحسن الوجه والجمال، ولا بالآباء والعشائر، ولا بسعة العلوم ومعرفة المهن والصنائع، ولا ولا... الخ.

ليس الشرف إلّاأن يكدح الإنسان في معركة الحياة حتّى يكتسب امتلاك مال أو ملكة كمال أيّاً ما كان علماً أو صناعة خطابة أو شجاعة أو غير ذلك من مادّيات الشرف وطلائعه، لا ما هو الشرف نفسه، ثمّ يخدم المرء بمساعيه تلك ومكتسباته أُمّته وملّته خدمةً تعود بالهناء والراحة عليهم أو دفع شي‌ء من الشرور عنهم.

الشرف حفظ الاستقلال، وتنشيط الأفكار، وتنمية غرس المعارف، والذبّ والمحاماة عن نواميس الدين وأُصول السعادة.

الشريف من يخدم أُمّته خدمة تخلّد ذكره وتوجب عليهم في شريعة التكافؤ شكره، كلٌّ يؤدّي جهده وينفق ممّا عنده.

بيد أنّي لا أنزع إلى أنّ خلود الذكر وتأبّد الثناء أو التأبين يكون بمجرّده سعادةً للإنسان وشرفاً له ما لم أردّه إلى غاية وأقف به على معنى محصّل وأخرج به عن هذا الفراغ وانتشله من لقلقة اللفظ وفرقعة اللسان، أتغلغل فيه حتّى أصل‌

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست