responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 42

في إثراء حركة الانسان التكاملية نحو اللَّه تعالى‌، وإعطائها صورة متكافئة، لا تتحجّم في الجانب العبادي وتنعزل عن دورها في الحياة بشكل مطلق، ولا تنساب مع الزخارف والملاذ من دون حدود ونظام.

ونحن في غنىً عن الاستغراق في الرد على‌ هذا النمط من التفكير والسلوك المخالف لصريح النصوص الشرعية القطعية، الواردة بشأن حث الانسان على‌ التعامل والاختلاط مع باقي أبناء البشر والتأثير فيهم بالكلمة الطيّبة والموعظة الحسنة .. كما أنَّ هذا السلوك المتطرّف يخالف الأهداف العليا لخلق الانسان على‌ وجه الأرض، والغايات التي من اجلها انزلت الشرائع، وبعث الأنبياء، فكيف يمكن للانسان الذي يمثل المخلوق المنتقى‌ لخلافة اللَّه على‌ وجه الأرض ووراثتها أن يمارس سلوكه فى الحياة، ويدرك هذه الاهداف، وهو يعيش في زوايا المجتمع البعيدة، ويسير على‌ هامش الزمن، ولا يمنح المجتمع الذي يعيش فيه أملًا يُرتجى‌، أو عطاءً يُذكر؟

وهل يمكن أن يكون هناك مَن هو أكثر قداسةً وأشداً قرباً إلى اللَّه تعالى‌ من صاحب الرسالة صلى الله عليه و آله و سلم الذي كان يجسِّد السلوك الأمثل، ويمارس كل ما يمكن أن تترقبه الشريعة من أهداف وأبعاد؟ ولا يتسنى‌ لنا أن نتصور أنَّه صلى الله عليه و آله و سلم قد تخطّى‌ طموحاً قد أمرت به الشريعة، أو تجاوز كمالًا من كمالاتها وقيمها بشكل مطلق، فسيرة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم حافلة بالممارسات الاجتماعية المتنوعة، كما هي حافلة كذلك بالأبعاد الروحية والعبادية المثلى‌، وهو يمثل بجمعه بين هذين الجانبين السلوك الأمثل الذي أمرت الشريعة به، وحثَّت عليه.

أضف إلى ذلك أنَّ الشريعة الاسلامية لم تلغِ الخلوة والانفراد للعبادة بشكل كامل، وانّما ندبت الانسان المسلم إلى الممارسات العبادية التي تسير به في اتجاه تربية الروح وتهذيبها وتعريضها للنفحات الإلهية، ويعد (الاعتكاف) من أبرز

اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست