responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 41

الكامل، والأرضية المهيّأة لانتشاره، واتساع نطاق تأثيره من قبل حكومات الجور، لأنَّ الأمر لا يقتصر فيه على‌ عدم التقاطع مَعَ تلك الحكومات، وعدم تهديد مصالحها من قريب أو بعيد فحسب، وانما نجد أنَّه يقدم الخدمات الكبيرة لها في أغلب الأحيان.

ومن غير شك أنَّ الدين الاسلامي الذي يدعو الفرد إلى أن يدخل في غمار الحياة، ويتفاعل مع المجتمع بالأخذ والعطاء، ويغيِّر وجه الحياة إلى ما هو أفضل دائماً، ويوجهها نحو الفضيلة والطهر والصفاء .. يحارب هذه الظاهرة بقوة، ويؤكد على‌ استئصالها وقلعها من الجذور، ويعدّها من أخطر الظواهر التي تهدد الشريعة بالانزواء والتلاشي والاضمحلال.

ولذا نجد أنَّ الاسلام قد دعا إلى‌ أن يأخذ الانسان نصيبه من هذه الحياة، عن طريق السلوك المحلل، وأن يعطي لكل عضوٍ من أعضائه حظّاً من الراحة، وأن يهب لنفسه حقها من الالتذاذ بما أباحه اللَّه لعباده من طيبات الرزق، وجعله بذلك مقوماً لحركة الانسان التكاملية نحوه عزَّوجلَّ، قال اللَّه تعالى‌: (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ)[1].

وقال تعالى‌ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ)[2].

فشجب الاسلام حالة الرهبنة، والقسوة بحق النفس، وتحميلها المشاق والصعوبات البالغة، ووجَّه المجتمع نحو السلوك المتوازن، الذي يحفظ حقَّ اللَّه تعالى‌ وحقَّ النفس معاً، ولا ينأى‌ عن الحياة الاجتماعية.

وفي الحقيقة، إنِّ هذه التوسعة تعبِّر عن أحد المقومات الأساسية التي تساهم‌


[1] - الأعراف: 31.

[2] - الأعراف: 32.

اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 41
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست