العبادات
التي تلبيّ هذه الغاية، وتعكس هذا الاهتمام، فهو يمثل في مرتكزاته التشريعية
وفلسفته الدينية النقاط المضيئة التي تتخلل مسيرة الانسان الروحية نحو اللَّه
سبحانه وتعالى، فتمنح سلوكه عزماً مستئنفاً، ونشاطاً ودأباً جديدين.
والآن
نحاول أن نستعرض جملة من البدع والمواقف المحدثة التي ظهرت في الحياة الاسلامية
بسبب هذه النظرة القاصرة إلى الدين:
1-
«روي أنَّ سلمان الفارسي رضى الله عنه جاءَ زائراً لأبي الدرداء فوجد ام الدرداء
مبتذلة، فقال: ما شأنكِ؟ قالت: إنَّ أخاكَ ليست له حاجة في شيء من أمر الدنيا.
فلما
جاءَ أبو الدرداء رحَّب بسلمان وقرَّب إليه طعاماً، فقال لسلمان أطعم، فقال: أني
صائم، قال [أبو الدرداء]: أقسمت عليكَ إلّاما طعمت، فقال [سلمان]:
ما
أنا بآكل حتى تأكل.
وبات
عنده، فلما جاءَ الليل قام أبو الدرداء، فحبسه سلمان، وقال: يا أبا الدرداء، إنَّ
لربكَ عليكَ حقاً، وانَّ لجسدكَ عليكَ حقاً، ولأهلكَ عليكَ حقاً، فصم وافطر،
وصلِّ، ونم، وأعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه، فأتى أبو الدرداء النبي صلى الله عليه و
آله و سلم، فأخبره بما قال سلمان، فقال له مثل قول سلمان»[1].
2-
روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أنه قال:
«كان
رسول اللَّه يأتي أهل الصُفّة، وكانوا ضِيفان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و
سلم، كانوا هاجروا من أهاليهم وأموالهم إلى المدينة، فأسكنهم رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله و سلم صفّة المسجد، وهم أربعمائة رجل، فكان يسلِّم عليهم بالغداة
والعشي، فأتاهم ذات يوم، فمنهم مَن يخصف نعله، ومنهم مَن يرقع ثوبه، ومنهم مَن
يتفلّى، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم يرزقهم مدّاً مدّاً من تمرٍ
في كل يوم.