responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 38

ولا شك في انَّ هذا العمل يُعدّ إدخالًا لشي‌ءٍ من خارج الدين فيه، فيكون من مصاديق الابتداع وموارده.

وبما انَّ هذا العمل قد اشتمل على‌ جزءٍ صحيح ومشروع، فإنّا نرى‌ أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قد فصَّل النهي، ولم يطلق القول بعدم مشروعية العمل كلِّه، فقد نهى‌ صلى الله عليه و آله و سلم عن الامور غير المشروعة، وهي النذر للوقوف في الشمس، والقيام، وعدم التكلم، والحج مشياً مع عدم الاستطاعة، والاقتران بالآخرين، برباط، وبيَّن صحة النذر للأمر المشروع من وجهة نظر الفقه الاسلامي.

5- قال جابر بن عبداللَّه:

«انَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم كان في سفر، فرأى‌ رجلًا عليه زحام قد ظُلّل عليه، فقال صلى الله عليه و آله و سلم: ما هذا؟ قالوا: صائم! قال صلى الله عليه و آله و سلم: ليس من البر الصيام في السفر»[1].

ومن خلال هذه الحادثة ندرك أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم هو الذي كان يتحّرى‌ ويبادر إلى السؤال والاستفسار عن مختلف الظواهر التي قد تمسّ تعاليم الشريعة الاسلامية، وتتجاوز حدودها، وعندما يرى‌ صلى الله عليه و آله و سلم أنَّ هذا الشخص قد أحدثَ أمراً لا وجود له في الشريعة، بل وارتكب ما ورد النهي بشأنه، معتقداً انَّ ذلك يقرّبه إلى اللَّه تعالى‌، ويصبّ في طريق طاعته وعبادته، يبادر صلى الله عليه و آله و سلم إلى‌ توجيه المسلمين إلى عدم مشروعية هذا العمل، وعدم صحة الصيام في السفر.

6- روى‌ (ابن وضاح) عن أبي اسحاق أنه قال:

«إنَّ الناس نودي فيهم بعدَ نومة: أنه مَن صلّى‌ في المسجد الأعظم دخل الجنة، فانطلق النساء والرجال حتى‌ امتلأ المسجد قياماً يصلّون، قال أبو اسحاق:

إنَّ امّي وجدّتي فيهم.

فاتي ابن مسعود فقيل له: أدرك الناس، فقال: ما لهم؟ قيل: نودي فيهم بعد


[1] - أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج: 3، ح: 14017، ص: 319.

اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست