responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 39

نومة أنه مَن صلّى‌ في المسجد الأعظم دخل الجنّة.

فخرج ابن مسعود يشير بثوبه: ويلكم اخرجوا لا تُعذَّبوا، إنما هي نفخة من الشيطان، أنه لم يُنزل كتاباً بعد نبيكم، ولا ينزل بعد نبيكم.

فخرجوا، وجلسنا إلى عبداللَّه فقال: انَّ الشيطان إذا أراد أن يوقع الكذب، انطلق فتمثل رجلًا، فيلقى‌ آخر فيقول له: أما بلغكَ الخبر؟ فيقول الرجل: وما ذاك، فيقول: كان من الأمر كذا وكذا، فانطلق فحدِّث أصحابك، قال: فينطلق الآخر فيقول: لقد لقينا رجلًا إني لا أتوهمه أعرف وجه، زعم أنه كان من الأمر كذا وكذا، وما هو إلّاالشيطان»[1].

فعلى‌ تقدير صحة هذه الرواية نجد أنَّ الاعداد الكبيرة من الناس قد انجرفت مَعَ دعاية لا أساس لها بدافع من الجهل أيضاً، وعدم التمعّن في اصول الشريعة وأحكامها، والسير على‌ نهجها بوعي.

ومن غير شك أن هذا الانجراف العفوي، والمبادرة إلى ذلك العمل المزعوم، تعدّ من مصاديق الابتداع ومن الموارد التي دخلت في الدين عن طريق التسامح والجهل واللامبالاة.

7- ما روي في (الاعتصام) عن الزبير بن بكار أنَّه قال:

«سمعت مالكَ بنَ أنس وقد أتاه رجل فقال: يا أبا عبداللَّه من أين احرم؟

قال:

من ذي الحليفة، من حيث أحرم رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم‌

، فقال: إني اريد أن احرم من المسجد من عند القبر، قال:

لا تفعل فاني أخشى‌ عليكَ الفتنة.

قال وأي فتنة هذه؟ إنما هي أميال أزيدها! قال:

وأي فتنة أعظم من أن ترى‌ أنكَ سبقت إلى فضيلة قصَّر عنها رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم؟ إني سمعتُ اللَّه يقول:

(فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ‌


[1] - ابن و ضاح القرطبي، البدع و النهي عنها، تصحيح و تعليق: محمد أحمد دهمان، ص: 9- 8.

اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست