بمختلف
المعارف العلمية والانسانية المتنوعة، التي لا تقف عند حدِّ ولا تنتهي إلى أمد.
ويعني
العلم في منظار الشريعة من خلال بعده الثاني، الانفتاح على المعرفة الاسلامية،
وعدم الجمود في تلقّي أحكامها ومفاهيمها، وضرورة تحريك الطاقة الفكرية الخلّاقة
التي أودعها اللَّه تعالى في النفس الانسانية، في مجال التأملات المشروعة،
ومحاولة انتزاع الرؤى والمفاهيم والصياغات المتنوعة في كافة مجالات الحياة
والكون، بالاعتماد على التراث الفكري، والثروة الغنية التي يمتلكها الاسلام
العظيم، والإدراك الواعي للأحكام، والفهم المعمَّق للتشريع، من دون أن يتجاوز
العقل حدوده المشروعة، ويضع نفسه في مقابل الأحكام الإلهية، أو يتقهقر إلى حيث
التحجّم والانزواء، فيُشل عن الفاعلية والتأثير.
من
هنا نرى تأكيد الشريعة وإصرارها على محاربة الجهل، واعتباره العدو الأول الذي
يجب مكافحته واستئصاله من جسد الامة الاسلامية، كما نرى الحث الأكيد على ضرورة
التعلّم والتفقّه في الدين، من خلال مجموعة كبيرة من النصوص الاسلامية الواردة في
هذا المجال، فمن ذلك قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ)[1].