responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 33

1- السذاجة والجهل والتسامح في أمر الدين:

السذاجة، والجهل، والتسامح .. ظواهر اجتماعية عامة كانت تسود مجتمع الجزيزة العربية حين بعثة النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم وانبثاق فجر التشريع الاسلامي إذ لم يكن المجتمع آنذاك، وبعد أن آمن بالدين الاسلامي الجديد، متحرراً من جميع الرواسب والمخلَّفات التي تركتها الحياة الجاهلية عليه، حيث الأعراف والنواميس البعيدة عن القيم والأخلاق والمثل الانسانية الرفيعة التي دعا اليها الاسلام العظيم.

وكان للطابع المادي المحض الذي ساد الحياة آنذاك، وتحكَّم في جميع أبعادها، وأصبح مقياساً للتفاضل والقيم، قبل إطلالة الاسلام ... الأثر الكبير في قتل روح الإبداع والتفكير الحر، والنزوع نحو العلم والمعرفة والابتكار، فإنسان ذلك الوقت كان يعيش حالة الجهل المطبق، وخصوصاً بالنسبة إلى العلوم والمعارف الحقّة، ولا يعي أبسط الأشياء من حوله، وإذا ما أدرك شيئاً من ذلك، فإنَّ الجوَّ الجاهلي القاتم الذي يلفّه ويحيط به يمنعه من أن ينتشل نفسه من ذلك الواقع المدلهم.

ولذا فإنَّ الاسلام بتعاليمه السماوية المشرقة، يمثل في أول أبعاده، وأهم اشعاعاته، صحوةً فكرية متألقة، اكتسحت تلك الطبقات الكثيفة المظلمة من الجهل والتخلّف والانحطاط، التي كانت تلبّد حياة الانسان، وتقطع طريق العلم والمعرفة عليه، ففي اللحظات الاولى‌ لاتصال الأرض بالسماء، وفي بداية شوط الرسالة الأول، صدع الوحي لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم بالقول: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)[1].

فالاسلام دعا إلى العلم الذي يعني في أحد بعديه مواكبة الحياة في نموها وتطورها، والتطلّع المستمر لكشف أسرارها وكنوزها، وإثراء الفكر البشري‌


[1] - العلق: 1.

اسم الکتاب : البدعة المؤلف : الباقري، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست