بل وقد
صرَّح إمامان كبيران من أئمة العامة بأنَّ النبي صلى الله عليه و آله و سلم قد
نهى القوم عن هذه الصلاة وعنَّفهم على فعلها، وأمرهم أن يصلّوا النوافل في
بيوتهم على طبق تلك القاعدة العامة.
جاءَ
في (المغني):
«وقال
مالك والشافعي: قيام رمضان لمن قوي في البيت أحب الينا، لما روى زيد ابن ثابت
قال: احتجر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم حجيرة بخصفة أو حصير، فخرج رسول
اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم فيها فتتبع إليه رجال، وجاؤوا يصلّون بصلاته،
قال: ثم جاؤوا ليلةً فحضروا، وأبطأ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم عنهم،
فلم يخرج اليهم، فرفعوا أصواتهم، وحصبوا الباب، فخرج اليهم رسول اللَّه صلى الله
عليه و آله و سلم مغضباً فقال:
(ما
زال بكم صنيعكم حتى ظننتُ انَّه سيُكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فانَّ
خير صلاة المرء في بيته إلّاالصلاة المكتوبة)
ومما
يدل على أنَّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم لم يقم بالناس في نافلة شهر
رمضان ما روي في (كنز العمّال):
«عن
أبي بن كعب أنَّ عمر بن الخطّاب أمره أن يصلّي بالليل في رمضان، فقال: إنَّ الناس
يصومونَ النهار، ولا يحسنون أن يقرأوا، فلو قرأت عليهم بالليل، فقال: يا أمير
المؤمنين، هذا شيء لم يكن، فقال: قد علمتُ، ولكنّه حسنٌ! فصلّى بهم عشرين ركعة»[2].
وروى
(الزيلعي) في (نصب الراية) عن نافع:
«إنَّ
ابن عمر كان لا يصلي خلفَ الامام في شهر رمضان»[3].
[1] موفق الدين بن قدامة، المغني، ج: 1، ص: 800، انظر
نص الحديث في صحيح البخاري، ج: 7، ص: 99، باب: ما يجوز من الغضب والشدة لأمر
اللَّه، ح: 4، وكنز العمال، ج: 7، ح: 21541، ص: 816، وح: 21543، و 21545، ص: 817.