responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 554

العرفان والتصوّف‌

من العلوم التي ولدت في حجر الثقافة الإسلامية وترعرعت وتطورت، ما يسمى بالعرفان.

ويمكننا الكلام حول العرفان من جانبين: أحدهما الجانب الاجتماعي والآخر الجانب الثقافي.

للعرفاء مفارقة مهمة عن سائر طبقات أصحاب الثقافة الإسلامية كالمفسرين والمحدّثين والفقهاء والمتكلمين والفلاسفة والأُدباء والشعراء ... وهي أنّهم- بالإضافة إلى تكوينهم طبقة ثقافية وعلمية باسم العرفاء وظهور علماء كبار بينهم وكتب مهمة- أوجدوا فرقة اجتماعية خاصة في عالم الإسلام، تختلف عن سائر طبقات أصحاب الثقافة كالفقهاء والحكماء وغيرهم الذين ليسوا سوى طبقة ثقافية غير متميّزة عن سائر الطبقات، أما أهل العرفان فحيث يُذكرون بعنوانهم الثقافي يذكرون بعنوان «العرفاء» وحينما يُذكرون بعنوانّهم الاجتماعي يذكرون بعنوان «المتصوّفة».

إنّ العرفاء والمتصوفة وإن لم يعدُّوا كفرقة مذهبية في الإسلام، وهم أيضاً لايدّعون هذا، وهم موجودون في كلّ أو جلّ الفرق والمذاهب الإسلامية الحاضرة، مع ذلك هم فرقة اجتماعية متصلة، وهناك سلسلة من الأفكار والآداب في المعاشرات والالبسة. والأزياء وكيفية شعر الرأس واللحية والسكنى في التكايا والخانقاهات وغيرها تصبغهم بصبغة فرقة خاصة مذهبية واجتماعية. نعم كان هناك- ولا سيما في الشيعة- عرفاء لم تكن لهم ميزة ظاهرة عن الآخرين وهم مع ذلك متشددون في سلوكهم العرفاني. والعرفاء الحقيقيون هم هذه الطبقة، وليس تلك الفرق التي اخترعت مئات الآداب وأوجدت عشرات البدع.

ولا نبحث نحن في هذه الأبحاث التاريخية عن الجانب الاجتماعي والمذهبي أي جانب «التصوّف» من العرفان، وإنّما نبحث هنا في الجانب الثقافي بالنظر الى تدرّجه التاريخي. أي إنّا ننظر الى العرفان كعلم وكفرع من فروع الثقافة الإسلامية

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 554
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست