responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 555

التي كانت في طول التاريخ كوحدة متّصلة وبلا وقفة، وليس بعنوان فرقة أو طريقة اجتماعية.

والعرفان بوصفه جهازاً علمياً وثقافياً له قسمان: قسم عملي، وآخر نظري.

القسم العملي: عبارة عن ذلك القسم الذي يبيّن وظائف الإنسان وعلاقاته مع نفسه ومع العالم ومع الخالق. والعرفان في قسمه هذا كالاخلاق، أي هو «علم» عملي مع ملاحظة نذكرها بعد هذا. وهذا القسم من العرفان يُسمّى علم «السير والسلوك» في هذا القسم من العرفان يُبيّن أنّ «السالك» الى الله كي يصل الى «التوحيد» أو قمة الإنسانية من أين يجب أن يبدأ وأي مرحلة يجب أن يطوي وأي حال يعرض له في المنازل بين الطريق. ويجب أن يكون طي هذه المنازل والمراحل مع إشراف ومراقبة إنسان كامل قد طوى هذا الطريق ووعى رسوم هذه المنازل، وإن لم تصحب السالك همّة إنسان كامل هددته المخاطر. ويعبّر العرفاء عن هذا الإنسان الكامل الذي لابدّ من اصطحابه مع السالكين: «بالخضر» و «طائر القدس».

يقول الحافظ الشيرازي ما معناه:

«فيا «طائر القدس» اصطحبني‌بهمّة

فإن طريق الوصل جَدّ طويل‌

ويقول:

ولا تتركنّ هذي المراحل دون أن تكون مع «الخضر» الظلام وخيم»[1]

والتوحيد الذي ينظر إليه العارف أنّه قمة الإنسانية المنيعة وأنّه آخر مراحل سير العارفين، يختلف مع التوحيد في نظر العوام وحتى مع توحيد الفيلسوف في أنّ واجب الوجود واحد لا شريك له، اختلافاً أساسياً كالبون بين الأرض والسماء. إنّ توحيد العارف يعني أنّ الموجود الحقيقي منحصر بذات الله تعالى، وإنّ ما سوى الله ظاهرة وجود لا نفس الوجود، توحيد العارف يعني لا شي‌ء إلّا الله، توحيد العارف يعني التوصل الى مرحلة لايرى فيها السالك العارف إلّا الله. ولا يؤيّد هذه المرحلة


[1] التعريب للمعرّب.

اسم الکتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان المؤلف : المطهري، الشيخ مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 555
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست