اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 67
و هي: العلم
و التدبير و العدالة. أمّا العلم فلعدم تمكّن الجاهل بأحكام الدين من إجرائها؛
لجهله بها. أمّا التدبير فلتوقف الحكومة و الإمارة عليه. أمّا العدالة فلأن الفاسق
غير مأمون على إجراء أحكام الشريعة. فمن لم يتوفّر له أحد هذه الشروط الثلاثة
الأساسية لا يكون أهلًا لتصدّي القيادة و الحكومة في نظر العقل.
ثانيهما:
أنّ مقتضى حكمة اللَّه تعالى في نظر العقل ضرورة ثبوت الولاية على الحكومة بين
الناس لواحد منهم حتى يدفع ظلم الظالم و يأخذ حق المظلوم و يحفظ نظام حياة الناس و
معاشهم من جميع جهاته الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و السياسية و غيرها، على
أساس إرادته تعالى و أحكامه، و ليحفظ به شريعته و دينه من الاندراس و التحريف و
التغيير و هجمة الطواغيت و أهل البدع. و يتوقف ذلك في نظر العقل على تحقق الشروط
الثلاثة الأساسية المذكورة، و هي العلم بأحكام الدين و التدبير و العدالة. فمن كان
فاقداً لأحد هذه الشروط ليس أهلًا لتكفّل الحكومة في نظر العقل لأجل الملاك
المذكور. و إلى ذلك يشير قول أبي الحسن (عليه السّلام)
فلم
يجز في حكمة الحكيم أن يترك الخلق ممّا يعلم أنّه لا بدّ لهم منه و لا قوام لهم
إلّا به، فيقاتلون به عدوّهم و يقسمون به فيئهم و يقيم لهم جمعتهم و جماعتهم و
يمنع ظالمهم من مظلومهم[1].
و
مقتضى التقريبين أنّ في نظر العقل لا أهلية لغير الفقيه العادل المدبّر لتصدّي
الحكومة على الناس و قيادتهم. هذا ما يحكم به العقل مع قطع النظر عن ثبوت ولاية
الإمام المعصوم من جانب اللَّه تعالى بالدليل النقلي القطعي. و أمّا بعد معرفته
ذلك فمع قطع النظر عن النص الوارد من جانبه (عليه السّلام) في ذلك يحكم بأنّ
الواجد