responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 115

قوله تعالى‌ لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ ..[1] و قوله‌ إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً[2]، و إلّا لعرف الإسلام بدين القهر و القتال، لا دين المنطق و البرهان.

و الجواب: أنّ أساس الجهاد الابتدائي يرجع إلى رفع مزاحمة الجبابرة و الطواغيت عن شعوبهم و أقوامهم، و قلع سلطتهم و قهرهم عن رؤوس المستضعفين المبتلين بظلمهم، حتى يرفع بذلك ستار الضلالة و حجاب جهلهم بمعالم الدين الحق، و يقصى موانع رشدهم و كمالهم. و من هنا يكون الجهاد الابتدائي بعد دعوة الطواغيت إلى دين اللَّه بالموعظة و الاستدلال، و بعد إحراز عدم اعتنائهم بذلك و عدم رفع أيديهم الظالمة الجائرة عن رؤوس المستضعفين من شعوبهم و مللهم المبتلين بجورهم و ظلمهم.

فليس الجهاد الابتدائي على الشعوب و الملل، بل على الحكومات الجائرة و الطواغيت الذين يصدّون عن سبيل اللَّه و أئمّة الكفر الذين ليس لهم أيّ تعهّد إنساني، كما قال تعالى‌ فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لا أَيْمانَ لَهُمْ‌[3]، و لغرض قلع مادّة الفتنة و أصل الفساد عن المجتمع البشري، كما قال تعالى‌ وَ قاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ[4]. و من هنا لا يقتل أيُّ كافر و مشرك لأجل عدم انتحاله إلى الإسلام بعد الدعوة، كما هو من مسلّمات الشريعة الإسلامية. هذه إشارة إلى إشكال قد يورد في المقام و الجواب عنه في الجهاد الابتدائي. و تفصيل ذلك خارج عن غرض البحث الفقهي و موكول إلى محله من المباحث الاعتقادية.


[1] البقرة( 2): 256.

[2] الإنسان( 76): 3.

[3] التوبة( 9): 12.

[4] البقرة( 2): 193، الأنفال( 8): 39.

اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست