اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 106
و فيه:
أوّلًا: أنّه لو كان المقصود مجرد الإخبار يلزم الكذب؛ حيث لم يكن أحكام سلاطين
الجور و فرامينهم مبتنية على فتاوى عدول الفقهاء و آراء العلماء الامناء باللَّه
على حرامه و حلاله في واحد من الحكومات، بل كانت نواميس المسلمين و معتقداتهم و
مقدراتهم ألعوبة ميول الطواغيت و السلاطين الجبابرة، و تحت سيطرة أهوائهم
النفسانية في طول الأعصار و القرون المتمادية.
نعم
كانت فرامينهم على أساس فتاوى العلماء الفسقة و أعوان الظلمة منهم. و عليه فلم يكن
مجاري أحكام الطواغيت و سلاطين الجور إلّا على ميولهم و أغراضهم السياسية.
و
لو أنّهم أنفذوا فتاوى الفقهاء العدول أحياناً فإنّما على هذا الأساس الباطل. فلو
كانوا يحسّون مزاحمة فتاواهم لسلطنتهم و اقتدارهم السياسية لم يعتنوا بها. بل
كانوا يخالفونها بأيّ نحو ممكن.
و
ثانياً: أنّ ارادة الإنشاء من الجملة الخبرية شائعة في خطابات الشارع بل أنّه آكد
من صيغة الأمر في إظهار الطلب و أبلغ في حث المكلّفين و بعثهم نحو المطلوب.
و
منها: الإشكال على الاستدلال بقول الصادق (عليه السّلام)
الفقهاءُ
أُمناءُ الرسل
في
موثقة السكوني. و حاصله: أنّ الأمانة و الاستيداع منهم لا يقتضي كونهم ولياً من
قبلهم في التصرف في أموال الناس و أنفسهم.
و
فيه: أنّ من أهمّ وظائف الأمين و أبرز صفاته الذي أُطلق عليه عنوان الأمين بلحاظه
هو حفظ الأمانة و الحراسة عنها. و لا ريب أنّ دين اللَّه تعالى و شريعته و إجراءها
بين الناس و حفظ نفوس المسلمين و أعراضهم و أموالهم من أهمّ الأمانات التي أودعها
اللَّه تعالى عند الأنبياء و الأوصياء، و كلّفهم بتبليغ دينه
اسم الکتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) المؤلف : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر الجزء : 1 صفحة : 106