الوجود بسيطاً ذامراتب تشكيكية؛ حيث إنّ واقع الوجود و حقيقته ليس
إلّا أمراً واحداً بسيطاً ذا مراتب تشكيكية، فلابد من كون ما فرض
مستغنٍ بالذات غير خارج عن دائرة الوجود و لو بمراتبه العالية.
و التحقيق أنّ هذا البرهان لما يبتني على القول بالمراتب التشكيكية
للوجود، و إثبات ذلك يتوقف على تمامية مقدمات أخرى. فلذا يكون أمتن
الوجوه المزبورة هو برهان الشيخ و الفارابي.
و أما برهان الشيخ الاشراقي فيرجع في الحقيقة إلى برهان الشيخ
الرئيس، بعد تأويل النور إلى الوجود، و بعد افتراض أنّ الماهية في ذاتها
لا حظّ لها من الوجود.
الاستدلال ببرهان النظمبالتقاريب الأربعة
منها: برهان النظم. و إنّه قُرِّر بوجوهٍ:
الأوّل: و هو يبتني على ثلاث مقدمات.
1- أنّ الوجدان شاهد على أنّ وراء ذهن الانسان في عالَم الخارج
موجودات واقعية ذوات آثار واقعية. فانَّا نشاهد شمساً و قمراً و أرضاً
و جبالًا و بحراً و شجراً و حجراً و إنساناً و حيواناً، و غير ذلك مما لا
يُحصى من الموجودات.