أراد به مفهوماً من المفهومات التي من شأنها الكلية و الاشتراك بين
الكثيرين فلا يمكن تصحيحه».[1]
استدلال الفاربي
ببرهان الامكان
و منها: برهان الامكان، أقامه الفارابي و قرّره صدر
المتألهين.[2] و هوأيضاً لايبتني على بطلان التسلسل.
و حاصله: أنّ الممكن سواءٌ كان واحداً أم متعدّداً، مترتباً أو متكافئاً
لايقتضي وجوب الوجود. فلابد في وجود الممكن- المترتب على
وجوبه- من موجود واجب بالذات. و لايخفى أنّ هذا البرهان من قبيل
برهان الإنّ.
ثم إنّه يرد على البرهان الذي أقامه صدر المتألهين أنّ تماميته تتوقف
على الالتزام بكون الوجود ذامراتب تشكيكية؛ لكي لايلزم كون ما هو
مستغنٍ بالذات غيرالوجود المفروض، و إلا ينقل الكلام في ذلك الغير
الذي يتوقف عليه الوجود المفروض هلُمّ جرّاً إلى ما لا نهاية له، و
يستلزم ذلك إما الدور أو التسلسل. و هذا بخلاف ما لو بنينا على كون
[1] -/ الاسفار: ج 6، ص 23.
[2] -/ الاسفار: ج 6، ص 36- 37.