2- لاريب أنّ حوادث العالَم و موجوداتها لاتنفكّ عن نظم و قانون
يتقوّم به النظام التكويني المادّي في عالَم الوجود.
3- أنّ كلَّ أثر حادث وأيّ وجود متحقَّق لاينفك عن علة توجده؛
لاستحالة تخلُّف الأثر و انفكاكها و استغنائها عن المؤثر الموجد له في
حكم العقل.
هذه المقدمات الثلاث ثابتة بالوجدان و البرهان اليقيني العقلي. و هي
تنتج أنّ هذا النظام- الحاكم على جريان الحياة و الوجود في موجودات
عالم المادي- يتوقف على وجود ناظم حكيم مدبّر؛ لما نرى من النظم
البديع و القانون الدقيق في أنحاء الموجودات.
و قد قُرّر برهان النظم أيضاً بوجوه اخرى. و هي إنّما تفترق عن
التقريب المزبور في المقدمة الثانية. و أمّا الاولى و الثالثة فلا فرق في
البين.
الثانى: أنّ الانسجام و الارتباط الحاكم بين موجودات العالم معلوم
لنا بالوجدان و الشهود، من دون تطرّق أيّ ريب فيه. و هذا الاتصال و
الانسجام البديع بين حوادث عالم الوجود و الارتباط الحاكم على النظام
المادي لاينفك عن تدبير مدبّر عاقل عالمٍ شاعر بهذا الانسجام و
الارتباط.
الثالث: بعض أنحاء النظام الكوني المادّي في خدمة مراحل عالية من
هذا النظام، بحيث يتوقف الثاني على الأوّل، كتوقف نظام معاش