غير النهاية؛ لما عرفت من البرهان الموجب للنهاية في المترتبات
المجتمعة، فيجب أن تنتهي الأنوار القائمة و العارضة و البرازخ و
هيئاتها إلى نور ليس ورائه نور و هو نور الأنوار».[1]
و لايخفى أنّه لابدّ أن يكون مقصوده نور الوجود؛ أي نفس الوجود،
و إلّافلو كان هو غير الوجود ليلزم المحال. فلا يتمّ حينئذٍ استدلاله. و
ذلك لاستحالة قيام الوجودات- المتسلسلة المترتبة- بغير الوجود.
هذا، مضافاً إلى أنّ ذلك الأمر غير الوجودي لابدّ أن يكون من
الماهيات و المفاهيم. و الماهية لا تكون بسيطة؛ لأنّ من شأنها الكلية و
الصدق علىالكثيرين. فيلزم حينئذٍ ما فرضه الشيخ الاشراقي بسيطاً من
جميع الجهات و عبّر عنه بنور الأنوار منتهياً إلى الكثرات.
كما أنّ مراده من الجواهر الماهيات؛ لأنّ الماهية مع قطع النظر عن
الوجود ليست إلّاالعدم المحض و هو ظلمة باطل الذات كما أومى إلى
ذلك بقوله: الغاسق الميّت؛ أي المظلم العاري عن نور الوجود و الميت
العاري عن روح الحياة.
قال صدر المتألهين في نقد كلام شيخ الاشراق: «والحاصل أنّ
صاحب الاشراقيين لو كان قَصَد بماهية النور الذي هو عنده بسيط
متفاوت بالكمال و النقص حقيقة الوجود بعينها، صحّ ما ذهب إليه، و إن
[1] -/ حكمة الاشراق: ص 121.