قيل: اكرم
العالم، كان وجوب الاكرام متعددا بتعدد افراد العالم، و لكنه لا يتعدد في كلّ عالم
بتعدد افراد الاكرام.
و
قد يقال: إن قرينة الحكمة تنتج تارة الاطلاق الشمولي، و اخرى الاطلاق البدلي؛ و
يعترض على ذلك بأن قرينة الحكمة واحدة، فكيف تنتج تارة الاطلاق الشمولي، و اخرى
الاطلاق البدلي؟
و
قد اجيب على هذا الاعتراض بعدة وجوه:
الأول:
ما ذكره السيد الاستاذ[1] من أن
قرينة الحكمة لا تثبت الّا الاطلاق بمعنى عدم القيد، و اما البدليّة و الاستغراقية
فيثبت كل منهما بقرينة اضافية. فالبدلية في الاطلاق في متعلق الأمر مثلا، تثبت
بقرينة اضافية، و هي ان الشمولية غير معقولة، لأنّ ايجاد جميع افراد الطبيعة غير
مقدور للمكلف عادة. و الشمولية في الاطلاق في متعلق النهي مثلا، تثبت بقرينة
اضافية، و هى انّ البدليّة غير معقولة، لأنّ ترك أحد أفراد الطبيعة على البدل ثابت
بدون حاجة الى النهي.
و
لا يصلح هذا الجواب لحلّ المشكلة، اذ توجد حالات يمكن فيها الاطلاق الشمولي و
البدلي معا، و مع هذا يعيّن الشمولي بقرينة الحكمة، كما في كلمة عالم في قولنا:
أكرم العالم، فلا بدّ إذن من اساس لتعيين الشمولية أو البدلية غير مجرد كون بديله
مستحيلا.
الثاني:
ما ذكره المحقق العراقي رحمه اللّه[2] من ان
الأصل في قرينة الحكمة انتاج الاطلاق البدلي، و الشمولية عناية اضافية بحاجة الى
قرينة، و ذلك لان هذه القرينة تثبت ان موضوع الحكم ذات الطبيعة بدون