responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 68

بتوسط هذه المفاهيم من الحكم على النار و الموقد الخارجيين، و ليس الغرض ايجاد خصائص حقيقة النار في الذهن. و واضح أنه يكفي لتوفير الغرض الذي ذكرناه أن يكون الحاصل في الذهن نارا بالنظر التصوري و بالحمل الاولي، لما تقدّم منا سابقا في البحث عن القضايا الحقيقية و الخارجية من كفاية ذلك في إصدار الحكم على الخارج.

و أمّا الغرض من إحضار المفهوم الثالث الذي هو بازاء النسبة الخارجية، و الربط المخصوص بين النار و الموقد، فهو الحصول على حقيقة النسبة و الربط، لكي يحصل الارتباط حقيقة بين المفاهيم في الذهن.

و لا يكفي أن يكون المفهوم المنتزع بإزاء النسبة نسبة بالنظر التصوري و بالحمل الأولي- أي مفهوم النسبة- و ليس كذلك بالحمل الشائع و النظر التصديقي، إذ لا يتمّ حينئذ ربط بين المفاهيم ذهنا.

و بذلك يتضح أول فرق أساسي بين المعنى الاسمي و المعنى الحرفي، و هو أنّ الأوّل سنخ مفهوم يحصل الغرض من إحضاره في الذهن بأن يكون عين الحقيقة بالنظر التصوري، و الثاني سنخ مفهوم لا يحصل الغرض من إحضاره في الذهن إلّا بأن يكون عين حقيقته بالنظر التصديقي.

و هذا معنى عميق لإيجادية المعاني الحرفية، بأن يراد بإيجادية المعنى الحرفي كونه عين حقيقة نفسه، لا مجرّد عنوان و مفهوم يرى الحقيقة تصورها و يغايرها حقيقة، و الأنسب ان تحمل ايجادية المعاني الحرفية التي قال بها المحقق النائيني‌[1] على هذا المعنى، لا على ما تقدّم في الحلقة


[1] فوائد الاصول: ج 1 ص 37.

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست