responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 67

و ليس شي‌ء من المعاني الاسمية يكون الربط ذاتيا له، لأنّ ما كان الربط ذاتيا و مقوّما له- و بعبارة اخرى عين حقيقته- يستحيل تصوره مجردا عن طرفيه، لأنّه مساوق لتجرّده عن الربط، و هو خلف ذاتيته له، و كلّ مفهوم اسمي، قابل لأن يتصوّر بنفسه مجرّدا عن أيّ ضميمة، و هذا يثبت أنّ المفاهيم الاسمية غير تلك المعاني التي يكون الربط ذاتيا لها، و هذه المعاني هي مداليل الحروف، إذ لا يوجد ما يدل على تلك المعاني بعد استثناء الاسماء إلا الحروف.

و حتى نفس مفهوم النسبة و مفهوم الربط المدلول عليهما بكلمتي النسبة و الربط، ليسا من المعاني الحرفية، بل من المعاني الاسمية، لإمكان تصورهما بدون اطراف، و هذا يعني انهما ليسا نسبة و ربطا بالحمل الشائع، و إن كانا كذلك بالحمل الاولي، و قد مرّ عليك في المنطق أنّ الشي‌ء يصدق على نفسه بالحمل الاولي، و لكن قد لا يصدق على نفسه بالحمل الشائع، كالجزئي، فانه جزئي بالحمل الأولي، و لكنه كلي بالحمل الشائع.

و هذا البيان كما يبطل الاتجاه الأوّل، يبرهن على صحة الاتجاه الثاني إجمالا، و توضيح الكلام في تفصيلات الاتجاه الثاني يقع في عدة مراحل:

المرحلة الاولى: انّا حين نواجه نارا في الموقد مثلا ننتزع في الذهن عدة مفاهيم:

الأوّل: مفهوم بإزاء النار. و الثاني: مفهوم بإزاء الموقد و الثالث:

مفهوم بإزاء العلاقة و النسبة الخاصة القائمة بين النار و الموقد.

غير ان الغرض من إحضار مفهومي النار و الموقد في الذهن، التمكّن‌

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست