responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 189

الظهور الموضوعي في عصر النص:

لا شك في أنّ ظواهر اللغة و الكلام تتطور و تتغيّر على مرّ الزمن بفعل مؤثّرات مختلفة لغوية و فكرية و اجتماعية. فقد يكون ما هو المعنى الظاهر في عصر صدور الحديث مخالفا للمعنى الظاهر في عصر السماع الذي يراد العمل فيه بذلك الحديث.

و موضوع الحجّية الظهور في عصر صدور الكلام، لا في عصر السماع المغاير له، لانها حجّية عقلائية قائمة على اساس حيثية الكشف و الظهور الحالي. و من الواضح انّ ظاهر حال المتكلم ارادة ما هو المعنى الظاهر فعلا في زمان صدور الكلام منه، و عليه فنحن بالتبادر نثبت- بطريق الإنّ- الظهور الذاتي، و بالظهور الذاتي نثبت الظهور الموضوعي في عصر السماع.

و يبقى علينا ان نثبت انّ الظهور الموضوعي في عصر السماع مطابق للظهور الموضوعي في عصر الكلام الذي هو موضوع الحجّية، و هذا ما نثبته بأصل عقلائي يطلق عليه اصالة عدم النقل، و قد نسمّيه باصالة الثبات في اللغة، و هذا الاصل العقلائي يقوم على أساس ما يخيّل لأبناء العرف- نتيجة للتجارب الشخصية- من استقرار اللغة و ثباتها، فان الثبات النسبي و التطور البطي‌ء للّغة، يوحي للافراد الاعتياديين بفكرة عدم تغيّرها و تطابق ظواهرها على مرّ الزمن، و هذا الايحاء و ان كان خادعا، و لكنه على أي حال ايحاء عام استقر بموجبه البناء العقلائي على الغاء احتمال التغيير في الظهور باعتباره حالة استثنائية نادرة تنفى بالأصل، و بامضاء الشارع للبناء المذكور نثبت شرعية اصالة عدم النقل، أو

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست