responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 188

الظهور الذاتي و الظهور الموضوعي:

الظهور سواء كان تصوّريا أو تصديقيا، تارة يراد به الظهور في ذهن انسان معين، و هذا هو الظهور الذاتي، و اخرى يراد به الظهور بموجب علاقات اللغة و اساليب التعبير العام، و هذا هو الظهور الموضوعي.

و الأول يتأثر بالعوامل و الظروف الشخصية للذهن التي تختلف من فرد الى آخر، تبعا الى أنسه الذهني و علاقاته، بخلاف الثاني الذي له واقع محدّد يتمثّل في كلّ ذهن يتحرّك بموجب علاقات اللغة و اساليب التعبير العام. و ما هو موضوع الحجّية، الظهور الموضوعي، لأنّ هذه الحجّية قائمة على أساس انّ ظاهر حال كل متكلم ارادة المعنى الظاهر من اللفظ، و من الواضح انّ ظاهر حاله باعتباره انسانا عرفيا ارادة ما هو المعنى الظاهر موضوعيا، لا ما هو الظاهر نتيجة لملابسات شخصية في ذهن هذا السامع أو ذاك.

و أما الظهور الذاتي و هو ما قد يعبّر عنه بالتبادر أو الانسباق، فيمكن ان يقال بانّه امارة عقلائية على تعيين الظهور الموضوعي، فكل انسان إذا انسبق الى ذهنه معنى مخصوص من كلام، و لم يجد بالفحص شيئا محدّدا شخصيا يمكن أن يفسّر ذلك الانسباق، فيعتبر هذا الانسباق دليلا على الظهور الموضوعي.

و بهذا ينبغي ان يميّز بين التبادر على مستوى الظهور الذاتي، و التبادر على مستوى الظهور الموضوعي، فالاول كاشف عن الظهور الموضوعي و بالتالي عن الوضع. و الثاني كاشف إنّي تكويني- مع عدم القرينة- عن الوضع.

اسم الکتاب : دروس في علم الأصول المؤلف : الصدر، السيد محمد باقر    الجزء : 2  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست