responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 233

و قد جاء الأمر بالثبات و عدم الفرار في مورد آخر من الكتاب الكريم:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَ اذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ‌[1].

و الزحف عبارة عن الدنو رويدا رويدا، و منه التعبير بزحف الصبي‌[2].

و التعبير بالزحف كناية عن كثرة العدو الموجبة لبطء السير و التحرك بنحو ضعيف. و الآية الكريمة تحرّم الفرار عند رؤية العدو كثيرا، فالكثرة لا تصير سببا مجوّزا للفرار.

و من الطبيعي ان مقتضى إطلاق التحريم حرمة الفرار حتى مع افتراض كون العدو أكثر من الضعف و لكن لا بدّ من التقييد بان لا يكون كذلك لقوله تعالى:

الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ‌[3].

و قوله تعالى: زَحْفاً مصدر بمعنى اسم الفاعل، أي زاحفين، و هو حال من الاسم الموصول.

و قوله: فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ كناية عن الفرار[4] لان الذي يفر من شخص يعطي دبره إليه.

2- يستثنى من حرمة الفرار حالتان:

أ- ما إذا قصد المقاتل المسلم التحرّف. و الحرف هو الطرف و الجانب‌[5].

و التحرّف هو الابتعاد من الوسط إلى الطرف و الجانب كي يمكن الكرّ على العدو


[1] الأنفال: 45.

[2] مجمع البحرين 5: 65.

[3] الأنفال: 66.

[4] مفردات الراغب: 887.

[5] مجمع البحرين 5: 36.

اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست