اسم الکتاب : دروس تمهيدية في تفسير آيات الأحكام المؤلف : الإيرواني، الشيخ محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 225
بأي شكل
اتّفق.
هذا
كله في الآيات الكريمة التي لا تستفاد منها نكات خاصّة بل نكات مشتركة بالنحو
المتقدم.
و
أمّا الآيات التي تستفاد منها نكات خاصّة فهي ما يلي:
*
الآية 53:
قاتِلُوا
الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ لا
يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَ هُمْ
صاغِرُونَ[1].
الآية
الكريمة ناظرة إلى قتال أهل الكتاب و تدل على انهم بالخيار بين أمور ثلاثة، فإمّا
ان يسلموا، أو يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون، أو يقاتلوا و تطهّر الأرض من لوث
وجودهم.
و
إذا ضممنا هذه الآية الكريمة إلى الآيات السابقة وجدنا هذه الآية بمنزلة المخصّص
المنفصل لتلك، فإذا كان في بعض الآيات السابقة إطلاق و شمول لقتال أهل الكتاب فان
هذه تقيّد و تدل على ان لأهل الكتاب حكما خاصّا بهم، و هو ما تقدّمت الإشارة إليه.
و
من خلال هذا اتّضح ان الكفار على قسمين: أهل الكتاب، و هم بالخيار بين الأمور
الثلاثة المتقدّمة، و غير أهل الكتاب، و هم بالخيار بين أمرين إمّا الإسلام أو
قتالهم حتى تطهّر الارض من لوث وجودهم، و لا مجال لأخذ الجزية منهم.
ثم
ان كلمة «من» في قوله تعالى: مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتابَ ليست تبعيضية بل بيانية، و معه فالحكم عام لجميع أهل الكتاب و ليس
لبعضهم.
و
الجزية ضريبة مالية مفروضة على الرؤوس و ليس على الأراضي