الصفا
و المروة جبلان يقعان جنب المسجد الحرام[3].
و الشعائر جمع شعيرة، و هي كل ما يذكّر باللّه و يدل عليه. و طبيعي ليس المقصود
انهما من الشعائر تكوينا بل هما كذلك بالجعل التشريعي، بتقريب ان تجمّع المسلمين
عندهما و السعي بينهما يدل على عظمة اللّه و يشير إليها، و حيث ان هذا التجمّع و
السعي قد حصل بسبب الجعل التشريعي فيصح ان يقال: ان الصفا و المروة هما من شعائر
اللّه سبحانه بالجعل التشريعي.
و
الطواف بهما لا يراد منه الدوران حولهما كما هو الحال في الطواف بالبيت العتيق بل
المراد السعي بينهما.
و
الآية الكريمة عبّرت بنفي الجناح باعتبار ان هذين الجبلين كانا محلا لصنمين من
أصنام المشركين فكان على الصفا صنم باسم «أساف» و على المروة صنم آخر باسم
«نائلة». و بعد انتصار الإسلام و تحطيمهما كان المسلمون يتحاشون عن السعي بينهما
لكونهما مركزا للصنمين فنزلت الآية الكريمة معبّرة بنفي الجناح لتنفي بذلك توهم
الحظر. و لكن لا نريد بهذا دعوى دلالتها على
[1] وسائل الشيعة 8: 187، الباب 6 من أبواب أقسام الحج،
الحديث 3.