مثال ذلك:
ما ذكره- الكشي- في ترجمة محمد بن سنان تحت رقم 965 بسنده المنتهي إلى محمد بن
اسماعيل بن بزيع: ان أبا جعفر عليه السّلام كان يلعن صفوان ابن يحيى و محمد بن
سنان، فقال انهما خالفا أمري. قال فلما كان من قابل قال أبو جعفر عليه السّلام
لمحمد بن سهل البحراني تولّ صفوان بن يحيى و محمد بن سنان فقد رضيت عنهما.
ان
رضا الإمام عليه السّلام عن صفوان و محمد بن سنان قد يفهم منه الفقيه توثيق
الشخصين المذكورين كما هو ليس ببعيد.
و
ينبغي الالتفات إلى ان الرواية التي تدل على توثيق شخص لا بدّ و ان لا يكون الراوي
لها عن المعصوم عليه السّلام نفس الشخص الذي يراد اثبات وثاقته و إلا كان ذلك أشبه
بالدور.
مثال
ذلك: ما ذكره الكشي في كتابه تحت رقم 758 في ترجمة علي بن أبي حمزة البطائني- الذي
وقع الاختلاف الشديد في وثاقته- من ان أبا الحسن عليه السّلام قال له: قد سألت
اللّه ان يغفر لك.
ان الرواية
المذكورة لا يمكن الاستناد إليها في اثبات وثاقة البطائني لأن الراوي لها عن
الإمام عليه السّلام هو نفسه.
و
من الغريب ما ذهب إليه بعض الأعلام من كفاية مثل ذلك في اثبات التوثيق اما بدعوى
ان الشيعي لا يكذب على إمامه و لا ينسب له رواية كاذبة أو بدعوى ان مثل الرواية
المذكورة تفيد الظن بالوثاقة، و الظن حجة في باب التوثيقات.