قرناً دون تحريف في ألفاظه ومخارج وصفات حروفه، وظلت
اللغة العربية الفصحى محافظة على أصالتها وهي تعبر أربعة عشر قرناً وتجتاز مختلف
المحن، وظل جهازها الصوتي سليماً ثابتاً)[1].
وقد تبارى العلماء المسلمون في وضع أسس
وقواعد لترتيل وتجويد كتاب الله العزيز وكان ذلك في القرن الرابع الهجري.
ومن ذلك الوقت ازدادت أهمية هذا العلم
ونمت حركة لتسهيل تلك العملية عن طريق تأليف الكتب التي تناقلها المسلمون في
استقرارهم وترحالهم لاسيما اَنَّ الله عز وجل، قد حث على ترتيل كتابه إذْ قال [وَرَتِّلْ
الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً][2].
وكان النبي الكريم يؤكد على ذلك (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وممن اهتم بوضع الأسس والقواعد لترتيل
القرآن الكريم هو أبو عمرو الداني وابن الجزري وابن مجاهد والفراء وغيرهم… يقول
الفَرَّاء (التجويد حلية القراءة وهو إعطاء الحروف حقوقها وترتيبها ورد الحرف إلى
مخرجه وأصله وتلطيف النطق به على كمال هيئته من
[1] نظرات في علم التجويد، إدريس عبد
الحميد الكلاك: بغداد، ط1، 1401هـ ــ 1981م. التمهيد.